«ظهور الخوف، وعدم فهم الإدراك »

إنّ الاستمرار في الحياة مع خوفٍ زائدٍ، وكتمان الحزن في أعماقنا دون الإفصاح عنه، يؤدي إلى ظهور أمراض نفسية وجسدية، وقد يتطور ليُصبح وسواسًا قهريًا. كما يُنتج شعورًا داخليًا بأننا غير مرئيين، وكأن لا أحد يهتم لأمرنا.

يتلف هذا الخوف النفس البشرية تدريجيًا، لا يظهر مباشرة، بل يبقى مستترًا لا يشعر به أحد سوى صاحبه. وأحيانًا يؤدي إلى شعورٍ بالهوان، يدفع الإنسان إلى القرب من حافة الموت، ويجعله يشعر بأنه بلا قيمة أو أهمية في هذه الحياة.

ليس هذا الخوف عاديًا، بل خوفٌ متراكم، يتضخم حتى يتحول إلى وسواس، وربما يصاحبه اضطراب نفسي حاد، ويصبح الإنسان في حاجة مفرطة للاحتواء. ومع ذلك، يمكن لبعض الحلول البسيطة، مثل التفريغ النفسي والدعم العاطفي، أن تقي من هذه النهاية المؤلمة... أما إن تُرك دون علاج، فقد يقود إلى قرار خاطئ كفعل الانتحار.

الخوف، حتى من أبسط الأمور، قد يدمّر الأحلام الكبيرة، ويعطّل حياة الإنسان، بل يمتد أثره إلى حياة من حوله.

والخوف في أصله شعور طبيعي، لكن حين يتحوّل إلى اضطرابٍ ويزداد حدّةً، فإنه يُعدّ مرضًا نفسيًا، بل وسواسًا قهريًا.

يظن البعض أن هذا جنون، أو أن الحديث عن الخوف بهذا الشكل غير منطقي، لكن لو كان كذلك، لما حدث الوسواس لأحد الصحابة رضي الله عنهم، ولما طمأنه رسول الله ﷺ بأن ذلك لا إثم فيه ولا ذنب، بل هو من وساوس الشيطان.

فإذا أصابك هذا الخوف، لا تيأس، ولا تحزن، بل ابتسم، لأن الله يحبك.

تخيّل الخوف كمجموعة قمامة تُلقى في سلة المهملات، فقط تأجّلت لحظة تنظيفها... فاجعل من خوفك كذلك، نظّف قلبك من الأفكار السلبية، وتعلّق برب العالمين.

إذا وضعت الخوف وراء ظهرك، كأنك تطوي صفحة الماضي السيّء، ستصل إلى حلمك. لا تضيّع وقتك في القلق، بل ابحث عن عادة تُضيء بها حياتك.

ابتسم... ودع الخوف يكون جزءًا من قصتك، لا من حياتك.

بقلم: أروه عبداللّٰه رزق ( نبضات بصرية)

تعليقات